الحشد العسكري الأمريكي في البحر الأحمر ( هل هو استعراض قوة أم مشروع سلام ) - Younes Hazzaa

Breaking

الاثنين، 24 مارس 2025

الحشد العسكري الأمريكي في البحر الأحمر ( هل هو استعراض قوة أم مشروع سلام )




أولاً: المواصفات والقدرات العسكرية لحاملتي الطائرات USS CARL VINSON وUSS HARRY S. TRUMAN

1. USS CARL VINSON (CVN-70):


حاملة طائرات نووية من طراز Nimitz.

تحمل على متنها نحو 90 طائرة، بينها مقاتلات F/A-18 Super Hornet وطائرات استطلاع وحرب إلكترونية.

تتميز بقدرة عملياتية عالية في دعم الهجمات الجوية والعمليات البرمائية والردع النووي.

تمتلك نظم دفاع متقدمة ضد الصواريخ والطائرات، وترافقها مجموعة ضاربة تشمل مدمرات وغواصات.

·       . USS HARRY S. TRUMAN (CVN-75):

أيضاً من طراز Nimitz، بمواصفات مشابهة.

تتكامل عملياتياً مع "كارل فينسن"، ما يرفع القدرة الهجومية والدفاعية الأمريكية بشكل نوعي في مسرح العمليات.

ثانياً: دلالات وأهداف التحرك الأمريكي إلى البحر الأحمر

إرسال حاملتين في وقت واحد إلى البحر الأحمر ليس مجرد استعراض قوة، بل يمثل رسالة متعددة الأبعاد، يمكن قراءتها على النحو التالي:

·       الردع الموجه نحو إيران:

توقيت التحرك يتزامن مع تصاعد التوتر بين طهران وواشنطن بعد هجمات الحوثيين في البحر الأحمر واستهداف المصالح الغربية.

الحاملات الأمريكية قادرة على تنفيذ ضربات دقيقة ضد منشآت إيرانية أو ضد أذرع إيران في اليمن وسوريا ولبنان.

واشنطن توجّه رسالة بأن الردع البحري والجوي حاضر، وأنها لن تسمح بتهديد الملاحة أو الشركاء الإقليميين.

·       رسائل إلى الحلفاء والخصوم:

دعم مباشر لإسرائيل في حال تطورت الأمور إلى مواجهة أوسع مع "محور المقاومة".

طمأنة الحلفاء العرب، وخاصة السعودية والإمارات، في ظل توترات البحر الأحمر، ودعم جهودهم في الحفاظ على الأمن البحري.

 ردع روسيا والصين اللتين تتوسعان في الشرق الأوسط، خصوصاً مع تقارير عن مساعٍ صينية للوساطة بين إيران ودول المنطقة.

3. السيناريوهات العسكرية المحتملة:

السيناريو الأول: ضربة محدودة ضد الحوثيين لتأمين الممرات الملاحية وفرض شروط تفاوضية جديدة.

 

السيناريو الثاني: تصعيد مع إيران في حال نفذت طهران عمليات ضد المصالح الأمريكية، قد يتطور إلى ضربات نوعية داخل إيران.

 

السيناريو الثالث: احتواء وتصعيد محدود بهدف إدارة التوتر دون الانزلاق إلى حرب شاملة، مع استخدام القوة لفرض الشروط.


ثالثاً: العلاقة مع جهود تشكيل الشرق الأوسط الجديد

1. التطبيع والسلام العربي-الإسرائيلي:

واشنطن تسعى لتهيئة البيئة الأمنية والسياسية لتوسيع دائرة التطبيع (السعودية، السودان، دول شمال أفريقيا).

الاستقرار في البحر الأحمر ضروري لنجاح مشاريع اقتصادية استراتيجية (مثل مشروع نيوم السعودي).

 

الحماية الأمريكية للمنطقة تعزز ثقة الأنظمة العربية في قدرة واشنطن على كبح إيران وضمان مصالحها.

2. مستقبل إسرائيل ودورها الإقليمي:

إسرائيل تعتبر وجود الحاملات دعماً ضمنياً لها، خصوصاً في ظل تصاعد الضغوط الداخلية والخارجية.

تل أبيب قد تستغل هذا الوجود الأمريكي لتمرير عمليات عسكرية أو استخباراتية في سوريا ولبنان.

الدور الإسرائيلي يتوسع كشريك أمني واقتصادي في "الشرق الأوسط الجديد"، بالتنسيق مع واشنطن والعواصم العربية الكبرى.

رابعاً: الخلاصة – ماذا يعني هذا التحرك؟

التحرك الأمريكي لا ينفصل عن استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى:

 إعادة تشكيل التوازنات في الشرق الأوسط عبر تقليص نفوذ إيران، واحتواء النفوذ الروسي-الصيني.

تعزيز الهيمنة الأمريكية في ممرات التجارة العالمية، خاصة البحر الأحمر وقناة السويس.

 تسريع جهود التطبيع والسلام العربي-الإسرائيلي، بدعم أمني يجعل الحلفاء العرب أكثر استعداداً للانخراط.

ختاماً، إرسال "كارل فينسن" ليس فقط استعراضاً، بل جزء من سيناريو متعدد الأبعاد، يجعل من البحر الأحمر نقطة ارتكاز في رسم ملامح الشرق الأوسط القادم، حيث القوة الأمريكية حاضرة بقوة، وحيث الأمن، الاقتصاد، والسياسة يشكلون ثلاثية الحسم في مستقبل المنطقة. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق