التصريحات الحالية والمتناقضة بين الجانبين
الامريكي والايراني تهدد بتفجير مسار التفاوض قبل الانطلاق الى الجولة الثانية
المزمع انعقادها في روما ..
وتسائل الكثيرهل مبعث هذا التناقض تصريح رئيس
الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي ظهر في مقطع فيديو قال فيه : أن المرشد
الاعلى الايراني علي خامنئي يُحرض على تدمير اسرائيل بينما تجري بلاده مفاوضات
بشأن السلام مع الولايات المتحدة الامريكية .. مؤكداً على ضرورة القضاء على ما
وصفة بمحور الارهاب الايراني وبرنامج طهران النووي .. أم أنه نتيجة سوء فهم من قبل
مبعوث الرئيس الأمريكي ويدكوف تم تداركه ؟
ويدكوف حالياً يقول يجب تفكيك البرنامج النووي
في حين الجانب الايراني يعتبر ذلك خطاً أحمر .. اذن لماذا يلتقيان في جلسة تفاوض
..
قبل أيام كان المطروح أنه لابد من تقديم تنازلات
متبادلة لكن هذه التصريحات تكشف عن أن الولايات المتحدة الامريكية تضع موضوع تفكيك
البرنامج النووي أمراً واجب التنفيذ لا
موضوعاً للتفاوض .. في المقابل ايران ترفض تماماً التنازل عن حقها النووي ..
ويدكوف يبدو أنه تعرض للتوبيخ من الادارة
الامريكية عند عودته اليها ، فهو عقب تصريحه ان المباحثات في مسقط كانت ايجابية
عند عودته للادارة الامريكية اتضح ان طرحه في المباحثات كان يتفاوض على ما كان
مطروحاً في الاتفاق مع الرئيس الامريكي أوباما .. في حين أن الرئيس ترامب يريد أن
يقدم انجازاً جديداً يتجاوز ذلك بكثير ..
ثم جاء تصريح ويدكوف بعد ذلك لينسف المفاوضات ..
لانه تراجع تماماً .. في عُمان تحدث حديث مختلف ، والآن تراجع تراجعاً كاملاً عما
قاله ..
حالياً الوضع الطرف الامريكي يريد أن يناقش
انهاء التخصيب ، وايران تقول هذه ليست مجالاً للنقاش .. اذن ما جدوى المفاوضات أو
اللقاء أصلاً.
القرار 2231 الصادر عن مجلس الامن .. هذا هو نص
اتفاقية خطة العمل المشترك للاتفاقية النووية بين العالم وايران .
السياسة التي أجمعت عليها واشنطن حالياً واضحة
ومحددة تقضي بتخلي ايران عن ما أسماه
مستشار الأمن القومي الامريكي مايكل والتز عن كل مكونات البرنامج النووي الايراني
بما في ذلك عملية التخصيب .
لكن عندما ذهب ويدكوف الى سلطنة عُمان قال أن
الخط الأحمر الامريكي هوعدم حيازة ايران سلاح نووي .. بمعنى أن التخصيب مسموح بشرط
عدم التخصيب الى مُعدلات عالية أو تسليح البرنامج النووي .. هذا الموقف لودكوف
أحدث عاصفة ردود فعل داخل واشنطن ربما أنها دفعت ودكوف نفسه الى التراجع في بيان
أصدره يوم الثلاثاء وعاد لينضم فيه الى بقية المسئولين في الادارة الامريكية ومنهم
مستشار الامن القومي مايكل والتز ، ووزير الدفاع بي هيغسيث والذي يقضي بتخلي ايران
تماماً عن كل عملية التخصيب لا بتحديد نسبة التخصيب أو مراقبته بحسب الموقف الذي
تبناه ويدكوف أثناء المحادثات في عُمان .
بالنسبة للتطابق بين الموقفين الامريكي
والاسرائيلي الحالي هذا ليس جديداً
وليس وليد اللحظة ولا علاقة له بالتصريح الاخير لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو .. لكنه يعود الى زمن ادارة أوباما .. اسرائيل منذ البداية كانت تطرح عدم منح ايران حق التخصيب .. الحزب الجمهوري ايضاً كان مع الاسرائيليين يقول انه يجب عدم منح ايران أي جزء من دورة تخصيب اليورانيوم ابتداءً من المعدن الى ما يسمى بالكعكة الصفراء.
ما نراه الآن يبدو أن ترامب وويدكوف تبنيا فكرة
مستوى التخصيب ..
المطلوب ليس التخلي عن كل البرنامج .. المطلوب
التخلي عن الشق الذي يضع امكانية الذهاب الى سلاح عسكري أو عدمه في أيدي طهران ..
بمعنى آخر تقوم طهران بشحن اليورانيوم الى دولة ثالثة وتقوم الدولة الثالثة
بتخصيبه ووضع حد أقصاه 20% وتُعيده الى ايران على شكل قُضبان .. هذه القُضبان غير
قابلة لزيادة نُسبة التخصيب .. طبعاً الـ
20% هي المطلوبة كوقود نووية لطاقة نووية وللأبحاث الطبية أو ما يُعرف بالاغراض
السلمية ..هذا هو التفكير الاسرائيلي وتفكير الحزب الجمهوري منذ ما قبل هذه
المفاوضات .. يعني منذ عهد الرئيس أوباما .. حدث خطأ بسيط الاسبوع الماضي وتم
تداركه اليوم عُدنا الى حيث كُنا قبل مُفاوضات عُمان وقبل ذهاب ودكوف ولقاءه
بالوفد الايراني .
وعلى هذا الأساس سيكون ذهاب وفد واشنطن الى روما للجولة الثانية من المُباحثات مع وفد طهران السبت المُقبل .. وبعد ذلك كما يقال لكل حادث حديث.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق